بعودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بلاده أمس، في ختام جولته (الأحد والاثنين)، التي شملت جدة والكويت والدوحة، تنغلق أبواب مساعي الوساطة من خارج مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة القطرية الخليجية التي توشك على دخول شهرها الثالث، وليس في الأفق ما يشي بحل لها. إذ سبق أردوغان لذلك رؤساء الدبلوماسية البريطاني بوريس جونسون، والأمريكي ريكس تيلرسون، والفرنسي جان إيف لودريان، والأوروبية فيديريكا موغيريني، ولم يستطع أي منهم أن يخترق سياج الأزمة، ليس بسبب الطرف الخليجي، وإنما من جراء مكابرة أمير قطر والأيدي التي تمسك بخيوط الحكم في الدوحة، فهم يكابرون ويزعمون أن استجابتهم لـ«المبادئ الـ6» التي اشترطتها الدول الأربع التي قاطعت قطر منذ 5 يونيو 2017 تنال من سيادة بلادهم. كأن السيادة رديف للتمسك بسياسات تشجيع الإرهاب، وإيواء المتطرفين والإرهابيين، وغض الطرف عن ممولي الإرهاب، والإمعان في السياسات الإعلامية الفاجرة. وهي مكابرة لا تقل في شيء عن صنيع إبليس الذي أبى واستكبر. وهي تمسك بالباطل على رغم إدراك الحق. إن قطر تعرف جيداً أنه مهما تعدد الوسطاء فستتكسر رماحها عند معرفتهم بالوثائق التي تثبت تآمرها، وخسَّة سياساتها، وزعزعتها أمن دول جوارها. وبدلاً من أن ينصروها، أو يوجدوا لها مخرجاً من وهدتها السحيقة، فسيطلبون منها نبذ تلك السياسات الحمقاء، والالتزام بما يوجبه القانون الدولي قبل موجبات حسن الجوار... وهو ما لا يخرج قيد أنملة عن «المبادئ الـ6».